كلما عرفت أكثر كلما علمت أنك لاتعرف إلا القليل هذه واحدة من أولى النتائج التي يصل اليها الغواص خلال ممارسة الغوص العميق، فعلى الرغم من أن السنوات الأخيرة شهدت عدداً متزايداً من هؤلاء الأشخاص إلا أن البحوث والتطورات في عالم الغوص والتطور في معداته مازال قائماً ، ومعرفة المتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على جسم الغواص عند ممارسته للغوص العميق مما يعطينا الدافع الى عدم التوقف والبحث والتعرف اكثر على سلوك الغازات ودورها الفعّال على أجسامنا ، ومع التعدد والتغير في الأعماق وزينشأ هذه الظاهرة نتيجة تأثير غازات معينة عند ضغوط مرتفعة وعند الغوص الأعماق التي تفوق الـ 40 متر، فإن جميع مكونات غازات التنفس لها تأثير مخدر ويزداد هذا التأثير كلما كان الغاز له مقدرة أكبر على الذوبان في الدهون الموجودة في جسم الانسان وكلما ازداد العمق وكلما ازداد الوضع خطورة لذلك وجب إضافة غازات اخرى لعل من أشهرها غاز الهليوم او الهيدروجين والنيون، كل هذه الظواهر التي تطرأ على جسم الإنسان واكتشاف المجهول في الأعماق تعطينا الدافع الأكبر للمضي قدوماً في معرفة علوم وصناعة الغوص التقني العميق.
إن إرتياد غواصي الأعماق لغوض هذه التجارب ليس بالأمر السهل. يبدأ عنصر التشويق والأثارة والمغامرة عند التخطيط لأي غطسة عميقة، تجهيز المعدات وأخذ معدات تتلائم مع هذه البيئة وتجهيز المعدات الإحتياطية، وإختيار الغازات وتعبئة الغازات وفحصها بعد التأكد من أن محتوياتها تناسب الأعماق المراد الغطس إليها، وتجهيز مخطط الغطس وعمل المخططات البديلة في عوام السابقة في أن يوطد نفسه كصناعة صغيرة قائمة بذاتها، لها مجالتها الأنيقة ومؤمراتها التجارية السنوية وقد حظيت بنصيب رائع من فئة هواة الغوص.